قدم الإسلام على أساس أنه مشروع مجتمعي متكامل. له نظامه السياسي (خلافة على منهاج النبوة). وله فلسفته الوجودية (الحياة الدنيا والأخرة)، ونظامه الأخلاقي (الحِسْبَة) ، وله نظام اجتماعي تضامني يعتبر الأسرة نواة المجتمع، ويوصي خيرا بالأبناء والوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، ويُشَرِّعُ للزكاة والصدقة والوصية والإرث. كما إنه يقدم نموذجا اقتصاديا يحلل التجارة ويحرم الربا...إلخ. لكنه ومع ذلك عاش ويعيش أزمة وجودية تتعلق بقدرته على تنزيل مبادئه ومثله على أرض الواقع في كل زمان وفي أي مكان. والسبب يرجع بالأساس إلى مفارقة تلك المثل والمبادئ للواقع. وبمرور الوقت استمر دعاة العودة إلى الإسلام الحق وإلى الينابيع الصافية يتناسلون هنا وهناك تارة بالدعوة إلى مسمى الجهاد وتارة بنهج أسلوب التقية للانقضاض على سدة الحكم وتنزيل مبادئ الشريعة كما يتصورنها. بما نفسر ذلك؟