يتوقف تفسيرنا للسلوك الإنساني تفسيرًا سليمًا على فهمنا للطبيعة الإنسانية، وللعوامل الاجتماعية المختلفة التي تشترك معها في تكوين السلوك الإنساني وتوجيهه. وقد نظر الفلاسفة وعلماء الأخلاق إلى هذه الطبيعة الإنسانية من زوايا متعددة، وترتب على ذلك أن كانت آراؤهم متباينة فيما يجب أن يوجه إليه هذا السلوك الإنساني. ونشأ علم الأخلاق؛ إذ أن الأخلاق تتعلق - بصفة عامة - بالسيطرة على الطبيعة الإنسانية وتوجيهها. ولذلك كان أمراً في غاية الأهمية أن نعمل على تنمية علم للطبيعة الإنسانية معتمدا على الواقع وعلى العلم الحديث، بحيث يساعدنا على فهم العلوم الأخرى التي تتصل من قريب أو من بعيد بالفرد الإنساني والسلوك الإنساني. ولعل جون ديوي قد أسهم إلى حد كبير في تنمية هذا العلم بما قدمه في الميدانين الفلسفي والتربوي من نظریات جديدة.