ظلت قضية عادل حبارة تشغل الرأى لفترة طويلة من الوقت، بعد أن ذاع صيته، بعد ارتكابه وآخرين جريمة قتل خمسة وعشرين من جنود الأمن المركزى بالقرب من منطقة رفح بسيناء. وعندما تم القبض عليه فى عام 2013م، اعترف بالجريمة تفصيليا علاوة على جرائم أخرى، كانت قد صدرت فيها أحكام عديدة، إلا أنه ترك بلدته (أبو كبير) بمحافظة الشرقية واتجه إلى سيناء ليؤسس تنظيما يعتنق الأفكار التكفيرية ويمارس العنف والإرهاب على أوسع نطاق. وبعد جلسات عديدة من المحاكمات، أصدرت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى حكمها بإعدام عادل حبارة وستة آخرين والحكم بالمؤبد والأشغال الشاقة على عدد آخر من المتهمين وبراءة البعض الآخر. إن قراءة الأحداث وحيثيات الحكم الصادر فى هذه الجناية تكشف خطورة الفكر التكفيرى على كيان المجتمع والأفراد، مما يستدعى ضرورة المواجهة بكافة السبل الكفيلة بتفنيد هذه الإدعاءات والرد عليها دينيا وفكريا. إن صدور هذا الكتاب وغيره من الكتب هى محاولة لتأريخ هذه الأحداث، والرد على الأكاذيب التى تسعى إلى تزييف الحقائق، وتبرئة الجناة أمام الرأى العام، مراهنين على ذاكرة الناس بمضى الزمن والسنين. وفى النهاية لا يسعنى إلا أن أتوجه بالشكر إلى مؤسسة دار المعارف، التى أخذت على عاتقها مهمة التنوير والتصدى للأفكار المتطرفة منذ زمن طويل.