التقى الزمان والإنسان مرة أخرى ـ فوق هضبة الأهرامات ـ يتحاوران ودار حديثهما حول أغلى الأوطان، فتساءل الزمان وهو ينظر بدهشة إلى الإنسان قائلًا: «ماذا جرى فى مصر؟ إنكم تستحقون أوضاعًا أفضل بكثير مما أنتم عليه فتاريخكم طويل، وماضيكم عريق، وتملكون وفرة فى المياه مع مجرى النهر إلى جانب اعتدال المناخ بحكم الموقع الجغرافى الفريد، فضلًا عن شواطىء واسعة على البحرين الأبيض والأحمر وموارد بشرية متجددة ذات كفاءات متميزة وقدرات مشهود لها، ومع ذلك فأنتم تعانون من مشكلات كثيرة ليس آخرها العطش ولا أشدها الفقر ولا أوسعها شيوع الفساد فى كثير من مراكز الإدارة وزوايا المجتمع، مع الاشتباك الواضح بين التيارات الدينية والمؤسسات السياسية فى جانب والتداخل بين الثروة والسلطة والملكية والإدارة فى جانب آخر».