مؤلف بديع كتبته أنثى عن أنثى، لتسبر أغوار الأحداث التي عاشتها بروح شفافة وعاطفة صادقة من خلال البحث في وابل من القصص الغابرة والتي لعبت فيها الأنثى أدواراً شتى، في مواطن شتى، عبر أسباب شتى. استطاعت الدكتورة لينة الحمصي في هذه المجموعة القصصّية أن تنقل عبر سطورها يوميّات (زوجة) و(ابنة) و(جدة) و(صابرة) و(تلميذة) و(قاضية) وغير ذلك، وقد يكون هذا أمراً طبيعياً. لكنّها استطاعت أيضاً أن تنقل لنا يوميّات (مدمنة) و(مدخّنة) و(مصابة بالإيدز) و(بغيّ) وغير ذلك من النماذج التي يصعب الغور في أعماقها واكتشاف طريقة تفكيرها وطبيعة مشاعرها، وهنا تكمن أهمية ما فعلته الدكتورة لينة عندما استعرضت يوميّات تلك المجموعة من النساء. وكانت في كل قصصها تهدف إلى إيصال الأفكار التربوية الراقية بأسلوب مشوّق من جهة، وقادر على تجسيد المشكلة وإعطاء الحلول الممكنة من جهة أخرى، بعد أن تبيّن الأسباب التي أدّت إلى حدوث تلك المشكلة.