تمثل الثقافة بما تعنيه من مفهوم معرفي جامع، أحد أهم المؤشرات الدقيقة لمدى تقدم المجتمع المعني بالدراسة والبحث؛ لكونها تعكس جوانب تطوره الذهني من جانب، واهتماماته الذوقية من جانب آخر. ومدينة جدة إحدى تلك المدن التي اهتم إنسانها عبر التاريخ بتطوير مكتسباته المعرفية، وذائقته الفنية. وقد هدف مجلد الثقافة إلى تصوير ذلك بشكل دقيق من خلال محاور رئيسة محددة، شملت توثيق تطور التعليم، وتوثيق ملامح النمو الثقافي وما تشكل في المدينة من مجالس ومنتديات ومقاهٍ ومراكز ثقافية؛ علاوة على تسليط الضوء حول تطور وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، وكذلك ما يتعلق بالطباعة والنشر، وأخيرًا رصد الملامح الفنية في المجتمع سواء أكان فيما يتعلق بالفنون التشكيلية والتصوير الضوئي والموسيقى والفنون الشعبية، أم ما يتعلق بالمسرح والسينما. وحتمًا فإن موضوع الثقافة يظل مفتوحًا على مصراعيه، ولهذا يصعب الجزم بأننا قد أوفينا المشهد حقه كاملًا من الرصد والتوثيق، ولكننا نعد القارئ الكريم بتجديد مختلف المعلومات وتحديث جوانب الرصد المتنوعة في الطبعات القادمة بإذن الله. على أننا لا نستغني عن تواصل كل المهتمين بهدف توثيق كل ما يتعلق بالمشهد الثقافي وإخراجه على أكمل وجه. والله الموفق.