"بدأت فكرة هذا الكتاب قبل ثلاثة عقود، عندما كنت اقوم بتدريس علوم الحاسب والرياضيات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم جامعة الملك سعود، وكنت أيضا أراقب أبنائي وزملائهم وهم يحلون الواجبات المدرسية وبالأخص واجبات الرياضيات. وكان واضحا أن للرياضيات سمعة سيئة، ويسود الاعتقاد انها صعبة، بل ويعتقد بعض الطلاب أنها عديمة أو قليلة الفائدة، حيث يعتقدون انهم لن يستخدموا الرياضيات التي يتعلمونها بعد تخرجهم. ومن الملاحظ كذلك أن معظم الطلاب لديهم رهبة من مواجهة المسائل وحلها، ليس لأنهم لا يعرفون من المعلومات ما يساعد على الحل، ولكن لأنهم لا يعرفون الطرق الصحيحة للتفكير في الحل. كما أنه من الواضح لديَ ولدى الكثيرين من العاملين في التدريس وبعض آباء وأمهات الطلاب أن طابع التلقين يغلب على عملية التدريس في معظم البلدان النامية، حيث يلقي المعلم الدروس على شكل نقل المعلومات والمعارف بصورة لا تعطي للمتعلمين فرصة للفهم والتفكير والتساؤل والبحث والتجريب والنقد، ويركز التلقين على الترديد والحفظ والامتثال والاستظهار وهي عمليات تكرارية قد يمل منها الطلاب والطالبات ولا تحفزهم ولا تثير لديهم حب الاستطلاع. وباختصار فإن عملية التلقين تضعف ملكة التعلم وتقتل الابداع لدى المتعلم."