باسم الأم والإبن يكرسه الشاعر هذا الديوان ليروي سيرة خمسين عاما من حياة والدته بأسلوب شعري مميز قال عنه الشاعر أحمد دحبور: يبدو هذا الكتاب، لأول وهلة، تصفية حساب عاطفي بين ولد بار وأم رؤوم. وإنه لكذلك في مستوى ما. لكننا لن نأخذ منه الكثير إذا قصرناه على هذا المستوى. فالشعر لا يتأطر ولا يختزله الموضوع، بل يتكوكب في رؤيا ويصبح البناء فيه جزءاً عضوياً من الرسالة، وقد تغرينا البساطة التي يتقنّع بها إبراهيم نصر الله في هذه المجموعة، لكن هذه البساطة الماكرة من شأنها أن ترسل الشعر، أو ترسل المتلقي إلى الشعر، بما هو أبعد وأبقى. فنحن إزاء دراما عالية قطباها الإنسان والزمن. ولأننا لسنا أمام مقامات أو مقالات تأملية أو فلسفية، فإننا نتدبر هذه الدراما بإشاراتها ومجازاتها العرفانية مسلحين بما تسلّح به الشاعر من قبل: النص الغائب الذي يبدأ من العنوان وينتشر في المجموعة على هيئة شذرات معرفية، أو علامات دالة على اللحظة الفلسطينية بالمعنى الواسع للكلمة، أي غير المرتهن للمناسبة والظروف. ويحقق الشاعر معادلة مكر البساطة بإشادة هذا التوازن الخطر بين الخاص والعام. فالأم هي أمه شخصياً. ولكنها الأم المنحدرة من تاريخ هذه المنطقة من العالم بمحمولاتها البدائية والثقافية والروحية.