الفتى النهر الجنرال قصيدة طويلة ملحمية تحاكي الواقع الفلسطيني كما علمنا إبراهيم نصر الله أن يحاكيه دائماً في كل ما يكتب. نصر الله يكتب الأرض ويكتب للأرض. يكتب ببساطة الحوار العادي بأناقة قصيدة مزهوة بنفسها. تضجّ قصائده بعبق البلاد وأحلام الشهداء. في هذا الكتاب تبقى فلسطين القصيدة والجراح والوطن شاخصة على البعد رغم الهزائم والنكبات فالروح لم تزل بعد قادرة على الاقتراب أكثر من حدود الداخل، حدود الوطن المباح لبنادق الغزاة، وبشغف طفولي يترجل إبراهيم نصر الله عن صهوة الكلمات كي يقف على ارض طالما حلم بها تتيح مس جذوره في الوطن فيفتح باب يدخل منه إلى جنته. إلى الوطن المنفى "لتتركي شباكنا للشمس، والأنباء، لعاشق يمر في الخفاء، ويقطف العنب. غداً عرسُنا وربيعُ المعسكرْ سينزلُ ما بيننا الجنرالُ وكلُّ مدىً بين عينيه أخضرْ! فلنكنْ كأناشيدنا الفارعةْ فلنكن كالجوارحِ منتصبينَ اندفاعاً.. وأجنحةً مُشْرعَةْ ولنقلْ ما نقولُ بصمتٍ لتقرأنا عينهُ ورضاهُ وجدرانُ هيبتهِ الأربعةْ إذا غضب الجنرالُ علينا فأيُّ سماءٍ ستهبطُ للأرضِ كي توقِفَ الغضبَ المتفجِّرَ.. كي تر