هو كتاب سردي أقرب إلى أدب الرحلات، ويقع في 306 صفحات، هو خليطٌ متوازنٌ من السيرة الذاتية والكتابة الإبداعيّة في قراءة تاريخ وواقع الأماكن التي عاشت فيها الكاتبة متنقلة ومقيمة، وشذرات من حياة الكاتبة في شكل مغاير لكتابة السيرة الذاتية، حيث تتوقف في محطات ومعالم تدور حول التحولات التي تتعلق بالإنسان والمكان. وتعاين العديد من المناطق والمدن الأردنية، إذ تناولت كلًا من عمان وإربد والسلط إضافة إلى استعادة لذكرى مدن عربية عرضت فيها ملامح من مسيرتها الإبداعية كما في دمشق والرقة والسويداء وبيروت والقاهرة وطرابلس وتونس وإسبانيا وسويسرا وفرنسا والإسكندرية وألمانيا. وقد شكلت الكاتبة والروائية سميحة خريس صورة واضحة عن واقعها وحياتها السياسية وتاريخها والتّغيرات الاجتماعية التي طالت العمران وإيقاع الحياة والنسيج الاجتماعي فيها وقدمت تجارب ثقافية برؤية نقديّة كما كشفت النّقاب عن أجزاء من حياة كثير من الأعلام المعروفين في الثقافة والسياسة في الوطن العربي، إضافة إلى أن تناول الأماكن جمع قدرًا كبيرًا من فلكلور تلك المجتمعات. وقد أشارت خريس للصحافة سابقًا عن هذا الكتاب وقالت: «هذا الكتاب سيرة حياة الأماكن ومحاولة لرصد المفارقات وكشف عن مؤثرات لعبت دوراً كبيراً في تشكيل تجربتي الإبداعية، وهي خبرات وجدت من المهم أن أشاركها مع القارئ».