لقد كان للموقع الجغرافي للصين أهمية استراتيجية عظيمة وجعل الصين مهبط الرحالة والعلماء والتجار وحمل بين طياته موارد طبيعية وبشرية أسهمت بقدر كبير في البناء الحضاري وكان لها تأثيرها الداخلي والخارجي وأعطاها الريادة الحضارية في عدد غير قليل من أنماط الحياة الاقتصادية والعلمية والثقافية. وبات من المؤكد أن التواصل بين العالم الإسلامي والصين بشكل عام وعمان والصين بشكل خاص أحدث طفرة حضارية في مجالات عديدة واستحدث عديدا من مقومات الحضارة وكان هذا التواصل صاحب الفضل في وصول الحضارة إلى أوجها خلال أوقات كثيرة وساعد على تبادل المؤثرات الحضارية بين البلدين بشكل خاص وبينها وبين العالم أجمع بشكل عام. إن الحضارة يبدد نورها وإشراقاتها دياجير الظلام التي رانت على عقول التخلف وتدفع المسيرة الإنسانية الحضارية خطوات واسعة إلى الأمام وتهدي إلى التقدم والرقي، ومن نماذج هذه الإشراقات؛ المؤثرات المتبادلة بين عمان والصين.