إن مشروع ترجمة هذا الكتاب جاء نتيجة بحث آخر عن صورة العربى والمسلم فى أدب الطفل الإسبانى، المسرح، فى أثناء مهمة علمية لعدة أشهر من عام 2008 أمضيتها فى جامعة كانتابريا، فى سانتاندير شمالى إسبانيا، المدينة التى كانت أول ما وطأت قدماى للدراسة فى مطلع ثمانينيات القرن العشرين. وقد حملتنى هذه المهمة العلمية إلى زيارة مركز أدب الطفل فى مدينة سلمنقة وعرجت خلالها على جامعة بلد الوليد حيث علمت صدفة من خلال الصحف بخبر هذا الكتاب من مقابلة أجريت مع المؤلفة. والكتاب يستحق وقفة متأنية منا نحن العرب من أجل مواصلة ما توقفت عنده هذه الباحثة الثاقبة البصر، وكى ندرك أن هناك آخرين، على الضفة المقابلة لنا، يبحثون من أجل الحقيقة مهما كلفهم هذا البحث من عناء ومعاناة علمية وإنسانية. هذا الكتاب يفتح الأفئدة على مرحلة طالما اعتبرناها، والعالم معنا، قمة التلاقح بين الحضارتين العربية الإسلامية والغربية، لكن ما تخللها من أحداث، سلبية وإيجابية، يجعلنا نتوقف أمام ماضٍ لم يكن فردوسًا كله ولم يكن جحيمًا سوى فى بعض منه، لندرسه بشكل علمى لا تغيب عنه الحصافة، الموضوعية، التى ابتعدنا عنها فى الكثير من مناحينا ومناهجنا البحثية بغية الخروج من المستنقع الذى استمرأنا العيش فيه.