غالبا ما تشبه البيوت وجوه أصحابها، فقد تجد بيتا يشع تألقا وحيوية، وبيتا آخر يملؤه الحزن والتعاسة، لدرجة أنك تشعر وكأنه شخص متثاقل فى حركته لا يرغب حتى فى فتح عينيه ليستقبل نور الحياة وهذا القصر العظيم الذى يكاد لشدة فخامته وبريقه وتألقه كقطعة من الكريستال، يخبرك عمن بداخله، برغم هذا العدد الكبير من الحراس الذين يحيطون به وبرغم أسواره العالية، إلا أنه يبدو متلألأ كأنه يخرج من كتاب ألف ليلة وليلة، بالتأكيد يسكنه أحد الأمراء أو الوزراء ولعل السعادة وجدت أخيرا مكانا لها هنا بين هذه الجدران التى تشبه ثوب الزفاف المرصع بالماسات البراقة، ويتزين بكرانيش من الدانتيل الفرنسى، والحرير الهندى الذى يلف أجساد أميرات ويلز وكونتيسات اليونان والأندلس. إن كل من يسكن هذا القصر لابد وأنه يتناول السعادة والمتعة بملعقة ذهبية، ولا يكاد يحلم حلما إلا ويعرف حتما أنه سيحققه بمجرد أن يفتح عينيه فى الصباح.