الماء إكسير الحياة وبدونه نفتقدها برمتها ، فهو مكون أساسي لكل الكائنات الحية الحيوانية والنباتية ، ورغم أنه يمثل 75 % من مساحة الكرة الأرضية غير أن النسبة الصالحة للاستخدام لا تتجاوز 3 % منه ، ومع هذه النسبة على قلتها وعدم انتظام توزيعها ، فالحاجة إليه تتزايد مع مرور الوقت ،وتمثل الدول العربية أكثر المناطق الجغرافية شحاً لهذا المورد ، وتتسارع وتيرة تناقصه رغم كل الجهود المبذولة. لذا يُعتقد أن مستقبل المياه في المنطقة العربية يسير نحو المجهول وإذا لم تتدارك سلطات دول العربية أبعاد المشكلة وتداعياتها المجتمعية ،فقد تفضي إلى كوارث حقيقة على هذه الدول ،وقد تؤدي إلى اضطرابات قد تقوض أركان المجتمعات بها ،وقد تسهم مع العوامل الخارجية في تفتيت المنظمة العربية على كثرة تناقضاتها . لذا فهذا الكتاب يبحث في الأهمية الحياتية والمجتمعية والاقتصادية للماء ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وكذا الحلول الكفيلة الكفيلة التي من شأنها تحجيم أزمة المياه والتخفيف من حدتها في المنطقة العربية و للبعض منها خصوصا.