يقول المؤلف: طبعت الثورات العالم المعاصر بطابعها الذى شكّل ظاهرة لا يمكن تجاهلها مما استوجب ضرورة إخضاعها للدراسة عبر نماذجها التاريخية أو أشكالها الراهنة من أجل الوصول إلى فهم مناسب لطبيعتها وأسبابها وتبعاتها. ثمة إجماع واسع على فكرة أنّ القرن العشرين يستحق عن جدارة لقب قرن الثورات لكثرة ما شهد من أحداث بغض النظر عن أى من التحديدات والتعريفات التى يمكن أن تُطلَق على الثورة. يكمن جوهر الثورة فى إعادة الاعتبار إلى الذات الإنسانية الفردية والجمعية مع أنّها تتّخذ أشكالًا وعناوين متعدّدة بسبب الظروف المحيطة بها والسياقات التى تفجّرها. ويقدم المؤلف تعريفًا لكلمة الثورة بأنه مصطلح قديم نسبيًا، هى فى الأصل مصطلح فلكى اكتسب أهميّته المتزايدة من خلال كوبرنيكوس (1473- 1543). يبدو أنّ كلمة ثورة قد استُخدِمت لأول مرة كوصف لظاهرة اجتماعية سياسية خلال القرن الرابع عشر، وأشار هاتو (850- 913) إلى أنّ هذا الاستخدام كان مرتبطًا بإعادة إحياء علم الفلك فى إيطاليا القرون الوسطى. كما تعتقد أرندت أنّ كلمة الثورة كمصطلح سياسى قد ظهرت لأول مرة فى القرن السابع عشر. كان ظهورها مرتبطًا بإعادة النظام الملكى إلى بريطانيا بعد الإطاحة بالبرلمان حينما طُرِدت أسرة ستيوارت. وجد المصطلح طريقه إلى اللغة السياسية والتاريخية من خلال الحدث المسمّى «الثورة المجيدة».