يطوف بنا الكتاب إلى تلك الجريمة المحرمة، ومدي تمسك التجار بها رغم تحريمها، كذلك التعرف علي الحياة الاجتماعية لفئة قد أُهملت وطواها النسيان من قبل عديد من المؤرخين؛ لانشغالهم بالأحداث السياسية عن تناول الحياة الاجتماعية لتلك الفئة المجني عليها، كذلك إبراز النتائج والآثار التي ترتبت علي وجود هؤلاء الخصيان في المجتمع الإسلامي. ووقع الاختيار على العصر العباسي الأول(132-232هـ/749-849م ) ليكون محورًا للدراسة، لأن تلك الفترة هي البداية الحقيقية لظهور التأثير الاجتماعي والسياسي للخصيان في المجتمع الإسلامي، في ظل تعدد العناصر غير العربية، لا سيما الفارسية منها، في ذلك الوقت، وما سبق تلك الفترة من أحداث، كان يتم علي استحياء، ويتناول الكتاب حياة الخصيان منذ ظهورهم علي مسرح الأحداث إلي أن أجريت لهم عملية الخصاء، وما ترتب عليها من تغيرات فسيولوجية ونفسية، ثم نظرة المجتمع لهم، وكيفية تعامله معهم، وكيف صارت حياتهم بعد ذلك، وماذا فعل معهم أصحاب السلطة والنفوذ، وماذا فعلوا هم بالمجتمع، وقد تم تقسيم البحث إلي عدة محاور، وهي: تعريف الجرائم الإنسانية ،المعني اللغوي والاصطلاحي للخصاء، عملية الخصاء والآثار المترتبة عليها، وتجارة الخصيان الخصيان والمجتمع الإسلامي.