من المستحيل ذكر الحضارة دون أن تُذكر مصر، ولا ذكر لحضارة مصر دون ذكر لنهر النيل. هذه الحقيقة وعاها كل حكام مصر؛ ففي البدء، كانت مهمة الحكومة المركزية هي السيطرة على مياه النيل، ثم جاء محمد علي باشا بطموحات استلزمت منه أن يتجاوز نيل مصر لمنابعه، ومن هنا مفهوم العمق الاستراتيجي والمائي وصار لمصر أمن قومي يتجاوز حدودها وحدود ضفاف نيلها. من هذه الحقائق، ينطلق الكتاب متحدثًا عن مصر والنيل؛ علاقة احتياج أبدية بين دولة تعتمد على نهرها في تأمين احتياجاتها المائية السنوية بما يقارب 96.5 %، وتحديات للحفاظ على هذه النسبة من المياه. يستعرض الكتاب احتياجات مصر عبر الأزمنة للنيل، ويبني عليها صورة مستقبلية، حتى يصل للُب المشكلة: حوض النيل وما به من صراعات. كما يستعرض الكتاب الوضع القانوني بشأن الانتفاع بالمياه، وتاريخ اتفاقيات حوض النيل، وتدخُّل القوى الخارجية وغيرها، منتهيًا باقتراحات لسبل الخروج من الأزمة، وتطور فرض الرأي إلى تعاون مشترك بين دول حوض النيل. د. سالمان طايع أستاذ العلوم السياسية المساعد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وهو عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، وحاصل على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة، حاصل على العديد من الجوائز العلمية، شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والندوات داخل مصر وخارجها، وله مؤلفات عديدة، وبحوث منشورة في الدوريات والتقارير العلمية المتخصصة في العلوم السياسية.