إلى كل هؤلاء المعذبين بنيران الأحباب نفتح صفحات هذا الكتاب ربما يجد كل منهم صورة مشابهة لصورته حكاية تتماهى وقصته صوت يشبه صوت أناته وعذاباته. فيتأكد أن الحزن ليس من نصيبه وحده وأن آلامه يشاركه فيها الكثيرون. يدرك أننا جميعا نغرق فى دوامة الحياة المهلكة الصعبة وأننا جميعا صورا متشابهة يجمعها الحزن والتعب. لكل منا نقطة ضعف يغذيها أمل ضائع أو حلم تائه أو أمل مفقود ونحتاج جميعا فى لحظة إلى آخر يحتوينا يسمعنا يحتضن مشاكلنا ويستمع إلى صرخاتنا... هذا الكتاب محصلة لعشرات المشكلات التى تلقتها كاتبة هذه السطور خلال إشرافى على باب «قلبى معك» بمجلة آخر ساعة والذى كان نافذتى للولوج إلى هؤلاء الذين كبدتهم الحياة فوق طاقاتهم وضاقت بهم فبحثوا عمن يتلقف شكواهم. وحاولت أن تقوم كلماتى بتخفيف جزء ولو قليل من آلامهم. وأملى أن يكون هذا الكتاب عونا لكل قلب حائر فيجد فيه راحته وحلا لمشكلته.