بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على معلمنا أشرف المرسلين نبينا محمد ﷺ. أما بعد: فقد استعنت بذي الجلال بعد سنوات حافلة باستشارات الأمهات الحائرات في أمور التربية الجنسية، ولفك حيرتهن قضيت أوقاتا طويلة أقرأ وأبحث وأستفتي أهل العلم وأناقش الثقات ذوي الخبرة، ومع غياب التأصيل الشرعي للكثير من الأمور المستحدثة والنوازل فيما سبق كتابته في هذا الموضوع؛ فقد وفقني الله للبحث فيه مستعينة بالقرآن والسنة؛ أساس كل العلوم الإنسانية والتربوية، فديننا الحنيف لم يغفل أي جانب من جوانب تربية وتهذيب وتزكية النفس البشرية، وما تحفل به كتب الغرب والمستغربين ومواقعهم فيه الكثير مما يتعارض مع ما أمرنا الله به ونهانا عنه، فما قرأت فيه إلا لبيان أغلاطهم، والرد على شبهاتهم، كما استعنت بالعديد من المراجع والكتابات لأهل العلم، وبفتاوى علماء أهل السنة في محاولة للرد على كافة أسئلة الأمهات التي جمعتها من استفساراتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها خلال سنوات، أرجو من الله أن أكون قد وفقت لكشف الحُجُب عن بعض المزالق المهلكات، وأن أكون قد فككت لبس الكثير من الغوامض والمبهمات، وأن يزيل الله ببحثي حيرة الآباء والأمهات.