في كل فصل من فصول هذا الكتاب، ورد ذكر سر الحصول على المال الذي حقق ثروات لأكثر من خمسمائة من الرجال فائقي الثراء قمت بتحليلهم بعناية على مدى سنوات طويلة. ولفت انتباهي "أندرو كارنيجي" إلى هذا السر منذ أكثر من ربع قرن. وقد أثار هذا الإسكتلندي العجوز الحكيم المحبوب بشكل عابر هذا السر في ذهني عندما كنت شابًّا، ثم جلس على كرسيه، وعيناه تتلألآن في مرح، ويراقب بعناية ليرى ما إذا كان لديَّ ذكاء كافٍ لفهم المغزى الكامل لما قاله لي. وعندما رأى أنني قد استوعبت الفكرة، سألني عما إذا كنت على استعداد لقضاء عشرين عامًا أو أكثر في إعداد نفسي لكشفه للعالم، للرجال والنساء الذين، بدون معرفة السر، قد يخوضون الحياة كفاشلين. وقلت إنني على استعداد، وبتعاون السيد "كارنيجي"، قد أوفيت بوعدي. ويحتوي هذا الكتاب على السر، بعد أن خضع لاختبار عملي من قبل آلاف الأشخاص في كل مناحي الحياة تقريبًا. وكانت فكرة السيد "كارنيجي" أن الوصفة العجيبة، التي منحته ثروة طائلة، يجب أن توضع في متناول الأشخاص الذين ليس لديهم الوقت للتحقق من كيفية كسب الشخص للمال، وكان يأمل اختبار وإثبات صحة الوصفة من خلال ما تظهره تجربة الرجال والنساء في كل مهنة. ورأى أنه يجب تدريس الوصفة في جميع المدارس والكليات العامة، وأعرب عن رأي مفاده أنه إذا تم تدريسها بشكل صحيح، فإنها ستُحدث ثورة في النظام التعليمي بأكمله بحيث يمكن تقليل الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسة إلى أقل من النصف. وككلمة أخيرة عن الاستعداد، هل لي أن أقدم اقتراحًا موجزًا قد يوفر دليلًا يمكن من خلاله التعرف على سر "كارنيجي"؟ هذا هو: كل الإنجازات، وكل الثروات المكتسبة، تكمن بدايتها في فكرة! وإذا كنت مستعدًّا لمعرفة السر، فأنت تمتلك بالفعل نصفه؛ لذلك سوف تتعرف بسهولة على النصف الآخر بمجرد أن يطرأ في ذهنك. نابليون هيل