بذل المؤلف جهوداً استثنائية في تتبع تاريخ التعليم في العراق منذ العهد العثماني ولغاية فترة الانتداب البريطاني، تلك المرحلة التأسيسية الحساسة والحرجة في بناء الدولة العراقية الحديثة، فخرج بعد هذه الدراسة بمعلومات واسعة، حوت الشيء الكثير من الحوادث النادرة، والصور الطريفة، والمعلومات الموثقة والأخبار الفريدة عن التعليم آنذاك مستعيناً بذوي الدراية والاطلاع ممن أكملوا دراساتهم في أواخر ذلك العهد عبر لقاءات مباشرة أو مراسلات نظراً لأهمية الموضوع وندرة المصادر البحثية فيه. إننا بأمس الحاجة اليوم إلى وقفة مراجعة شاملة لتاريخ التعليم في العراق وما مرّ به من مراحل وانتقالات حاسمة في ظل لحظة راهنة حساسة يعاني فيها التعليم من تحديات العصر الجسيمة إذ لا يمكن بحال من الأحوال فهم واقعنا الحاضر والتطلع نحو المستقبل من دون تأمل الأسس الثقافية والقواعد العلمية التي ثبتت للتعليم في الأزمان الماضية وتدبر ظروفها. إنه سفرٌ خالدٌ من تاريخ بلاد النهرين بثلاثة مجلدات تجاوز مجموع صفحاتها الألف صفحة تقدمه (الرافدين) لقرائها الكرام.