صاح الجار بالجميع فلحقوا بالصوت واستعانوا بعدها بطبيبٍ جعله الله سببًًا في إفاقة خديجة وابنتها التي أخبرتهم أنها ما اختبأت خوفًا على نفسها؛ بل خشيةً على صغيرتها مؤمنة خاصة بعدما رأت بأم عينها ما حدث لحمزة من خطف، ولم تكن أبدًا تتوقع أن حمزة سيكون مصيره إلى المجهول، وما إن شعرت أن حمزة يُفقد حتى فقدت وعيها هي وصغيرتها التي لم تتجاوز الأربع سنوات. يا الله من سيخبر خديجة إذًا أنها فقدت عبد الرحمن زوجها إضافة إلى عابد وآسيا؟، من يمتلك شجاعة إجابتها على سؤالها أين رجلي؟، من يوقفها عن البحث عن آسيا التي تعتقد أنها ما زالت على قيد الحياة، ومن يجرؤ على البوح بما حدث لمن كانت تعتبرها أختها التي لم تلدها أمها؟، من يتفوه لها بأن هذا البيت لم يبقَ فيه سوى أليفة الجدة وهي وابنتها مؤمنة؟