«طيف ملكي» سلسلة رسائل تتضمّن تذكارًا لأحاديث وتأملات تداولتها الأميرة قدريّة حسين مع بعض الملكات، من ترجمة مصطفى عبد الرازق، وقد استوحتها- على حدّ قولها من الأرواح الملوكية التي كشفت لها الغطاء عن تاريخ مصر القديم، ومنها عرفت كيف كان صنيع تلك الملكات، اللاتي حلَّت فيهن روح الوطن عبر الأجيال المتعاقبة، وقد خطرت على القلب ذكرى ملكات أُخر في حضرتهنّ، من ملوك العهد الإسلامي العظيم. تجوّلت أفكار الأميرة قدريّة في باحات المعابد الخاشعة، وفي جوف الوديان الموحشة، وفوق الأفاريز البديعة القائمة على قبور «طيبة»، فنضجت روحها بين أكناف المكان تستمدّ عبق التاريخ، وتستلهم إنجازات الشعوب وحكّامها، بالأخصّ السيّدات منهم، فكانت رسائلها إلى تلك الملكات كأنهنّ حاضرات، وهنّ حاضرات بالفعل بأمجادهنّ وبطولاتهنّ النسوية الخالدة، وتضحياتهنّ من أجل عمران البلاد وتطوّرها، والذّود عن حماها أيضًا. استذكرت الملكة «هاتاسو» وهي من أوائل ملكات مصر الفرعونية، و«شجرة الدر» في العصور الإسلامية، والملكة «أهمس - نوفيريتاري» وقد كانت امرأةً ذات جبروت وسلطان، ممّا عدا بالشعب المصريّ آنذاك أن يجعل منها آلهةً خالدة، وغيرهنّ أيضًا.