هذا الكتاب الذي تقرؤه أَّلفه شخصان. وفي بعض الأحيان قد يشعر القرّاء بالغرابة، أو الحيرة؛ فعندما يقرأون جملة أو فقرة، فإنهم يتساءلون عن الشخص الذي يتواصل معهم! هل هو جون ماكسويل أم روب هوسكينز؟ عندما يتعاون شخصان أو أكثر في تأليف كتاب، يتعين عليهم أن يقرروا كيف يتواصلون مع القراء. هل ينبغي أن نقول إنني (جون) أفعل هذا، وأنا (روب) أفعل ذلك؟ لقد رأينا هذا النهج من قبل في كتاب ألَّفه شخصان، حيث يستخدم كلاهما "أنا" ويضع المتحدث اسمه بين قوسين، ونحن نعتقد أن هذا أمر غريب حقًّا. هل يجب أن يستخدم المؤلفان خطين مختلفين ونطلب منك تتبع كل منهما؟ لا شك أن ذلك سيصبح محيرًا، وستتعين عليك العودة إلى بداية الكتاب لتتبع المتحدث، بافتراض أنه يمكنك تمييز خط أحدهما عن الآخر. وهناك خيار آخر يتمثل في وضع أسمائنا قبل كل فقرة في الكتاب، كما هي الحال في النص الحواري، لكننا نعتقد أن هذا من شأنه أن يجعل القراءة متقطعة. لو كنا نمثل في مسرحية، لكان الأمر سهلًا، فكلانا يقدم الكثير من الخطب والمحاضرات على المسرح. ولو كنا على منصة في حدث مباشر، لرأيت وجوهنا ولسمعت أصواتنا وتعرفتَ على الفور مَن كان يقول ماذا. إننا نتمنى لو تحدثنا إليك شخصيًّا، لكنك تعلم أن الكتب لا تسير على هذا النحو. ونحن نريد أن نجعل تجربة القراءة هذه ممتعة لك وأسهل ما يمكن؛ لأن هذا الكتاب يدور حولك حقًّا وكيف يمكنك تغيير عالمك؛ لذا، هذا ما يمكن أن تتوقعه. والصوت الذي تسمعه وأنت تقرأ هذا هو صوت جون. لقد سمح لي روب بأخذ دور الأخ الأكبر، حيث أقوم بالخطاب الأساسي؛ لذا، أثناء قراءتك، نأمل أن تشعر كأنك تجلس معنا أنا وروب ونتحدث إليك، لكنني أتولى معظم الحديث. وستجدنا كثيرًا ما نستخدم كلمات مثل "نحن"، "روب وأنا"، و "أنا وروب" في هذا الكتاب، لكن أرجو أن تعلم أن روب وأنا شريكان متساويان في التفكير والتأليف في هذا الكتاب، وما نتشاركه ينبع من قلبينا، ومن التزامنا بتغيير عالمنا لجعله مكانًا أفضل، ومن عقود من الخبرة في الاستثمار في الآخرين. أنا وروب حقًّا نريد مساعدتك، وعندما تصل إلى نهاية الفصل الأخير، سنقدم لك طريقة لاتخاذ خطوات فورية لإحداث فارق، إذا لم تكن تفعل ذلك بنفسك بالفعل. لذا انطلق واستمتع بالرحلة. ونأمل أن يفتح هذا الكتاب عينيك، ويساعدك على رؤية بيئتك بطريقة مختلفة، وتغيير الطريقة التي تعيش بها، وتغيير العالم المحيط بك.