أنت غارق في بحر من التسويق، منذ ذكرياتك الأولى وحتى اللحظة التي سبقت رؤيتك لهذا الكتاب. فشأنك شأن الجميع تقرأ اللوحات الدعائية الموجودة على جانب الطريق، وتنفق وقتك ومالك مستجيبًا لما دفع المسوّقون من أجل أن تطلّع عليه. إنني أحب القول إن التسويق أكثر إغراء من مشاهدة مشهد طبيعي خلاب سواء كان بحيرة أو غابة، فهو مشهد يعبّر عن مناحي حياتنا المعاصرة. إننا نقبل ونتقبّل التسويق من دون نقاش، لأنه مفروض علينا منذ أن ترى أعيننا النور. إن التسويق للبشر مثل الماء للأسماك، نعيش فيه ونتعايش معه من دون أن نعرف ما الذي يغيره فينا أو كيف يغيره. لقد دقّت ساعة التغيير، لا بد من التصرّف بشكل مختلف مع التسويق، لجعل الأمور أفضل، وإحداث التغيير الذي تود رؤيته في العالم، ولتنمية مشروعك، ولخدمة الأشخاص الذين تهتم لأمرهم. إنّ الإجابة على كلّ سؤالٍ يتعلق بالعمل هو في الحقيقة السؤال التالي: "من يمكنك مساعدته؟".