ينطلق مؤلف هذا الكتاب من نظرية النسبية، ليتعاطى مع أقل نسبة من الاحتمالات الخطرة والتي قد تصيب كوكبنا، بصفتها أمراً مؤكداً أو حاصلاً، وذلك لتوقع السيناريو الأسوأ الوارد الحصول، بالرغم من وعيه "أن الإستجابة لأسوأ السيناريوهات يمكن أن تكون مرهقة وخطرة، وقد تنطوي على سيناريو أسوأ بحد ذاته"، إلا ...أنه يهدف من وراء ذلك إلى "فهم استجابات الناس وردودهم .." حيال ذلك، والتي تكون في غالب الأحيان متشابهة على مستوى الأفراد كما على مستوى المسؤولين في الحكومات، وهي إما "رد الفعل المفرط" وإما الإهمال التام". يهدف المؤلف أيضاً، إلى التأمل في كيفية التفكير العقلاني التي سيتبعها الأفراد والمسؤولين في بحثهم عن نوعية الظروف التي تنتج نسبة أخطار منخفضة، كما إلى تقصي كيفية استعمالهما للنفقات والمنافع التي توصلهما إلى ذلك.يبحث الكتاب في "تقصي المقدرة على إدراك الأخطار"، وتتمثل بالنسبة للأميركيين بالإرهاب والتغيير المناخي، ويعرض الاتفاقات الدولية التي تتعاطى شؤون البيئة ومدى تناقضها، كما يتطرق إلى البروتوكولات التي توضع للحد من الكوارث، والتي يتم انتهاكها من قبل هذ البلد أو ذاك تبعاً لدورته الإقتصادية ومصالحه، كما يبحث في مبدأ الوقاية وفي إيجاد الحلول، ويبدي نظرة متفائلة متأتية من "رغبة الأفراد العقلاء والمجتمعات بإنفاق جهد كبير للمحافظة على مرونة خاصة بها في المستقبل"، كما "يشدد على احتمال المساعدة الذاتية". كتاب بنى نظريته عن أسوأ السناريوهات المحتملة ونظرته إلى كوكب الأرض منطلقاً من أساس إيجابي بحت وهو أنه "إذ كنا متيقظين أحياناً لأسوأ ما قد يحصل، عندئذ ينبغي أن نكون قادرين على الاستمتاع بحياة أطول بكثير". كتاب لا يخفي الحقيقة الحالية للأخطار التي تهدد العالم، بنظرته الواقعية والمدروسة، كما لا يخفي تفاؤله بإمكانية تفاديها.يواجه العالم اليوم العديد من المشاكل، وعلى رأسها التغير المناخي وثقب الأوزون، وتتضافر الجهود للوقوف في وجه هذه المشاكل، ولا بد من أن تتداعى كل الدول للتحرك بسرعة، وإى فات الأوان، فلقد شهد الناس في السنوات الأخيرة تقلبات مناخية وكوارث بيئية لم يعرفوها من قبل. وفي هذا السياق، يأتي كتاب "أسوأ السيناريوهات" الذي يحاول فيه مؤلفه أن يؤصل للمشكلة ويجد لها الحلول، مبيناً في الوقت نفسه آراء الدول والمنظرين والمشرعين ووجهات نظرهم حيال ذلك. ونحن ندعوك عزيزي القارئ إلى قراءة هذا الكتاب بتمعن وروية للإطلاع على حيثيات الموضوع وتفاصيله. ولا يغفل الكتاب الحديث عما يدعى "الإرهاب"، ويرى أنه أحد أهم المشاكل التي تضر بالعالم اليوم، ويجلي مواقف الآخرين منه، وكيفية التعامل معه بمنظور مختلف، محاولاً إبرازه كمشكلة قد تختلف عن بقية المشاكل في التصدي لها. فلنمض في قراءة الكتاب للوقوف على مصطلحات جديدة في التعامل مع موضوعات يعالجها المؤلف بأسلوب جديد وعميق.