فكر معي لمدة دقيقة في كيفية عمل الشغف. قبل أن تتصرف أو حتى تجد الشجاعة على التصرف، يجب أن يسري الشغف في عروقك أولًا. صحيح أن بعض الناس يتجاهلون الشغف، لكن هذا لا يلغي حقيقة وجوده. إن الذين يتجاهلون الشغف تمامًا يتجاهلون حقيقة أنهم في حاجة إليه وحقيقة حاجتهم لمحاربة الخوف في المقام الأول. وقلة من الناس فقط يعرفون الشغف كما هو عليه بالفعل؛ بأنه وقود الشجاعة. ولكي تثبت المعلومات التي في هذا الكتاب في ذهنك، يجب أن يكون الشغف هو دافعك. فكر في هذا الأمر للحظة: امرأة تريد أن تؤلف كتابًا، وتدرك أن السبب الأساسي وراء رغبتها في كتابته هو أن تساهم في منح الآخرين فهمًا أكبر للموضوع الذي تتناوله، وأن تساعدهم على تجاوز التجارب الصعبة المتعلقة بموضوع الكتاب. يجب أن يكون هناك ما هو أكثر من مجرد القلق بشأن تأليف كتاب. فهناك قراء لديهم حياة حقيقية، وأعباء حقيقية، ومشاكل حقيقية، ويمكنها أن تقدم لهؤلاء نصائح مفيدة من خلال كلماتها. ومن خلال شغفها، يمكن أن يساعد كتابها في إعادة الأمل إلى الحياة. قد لا تدرك هي نفسها تلك الحقيقة، لكنها تفعل. بمجرد أن تبحث عن نفسها وتكتشف ما بجعبتها بالفعل، سوف تتمكن من استخدامه للتواصل مع حياة الآخرين. لو تخيلت عدد الأشخاص الموجودين على هذا الكوكب، ستدرك أن هناك احتمالات قوية أن تصادف شخصًا يشاركك مخاوفك وأمانيك التي راودتك طوال رحلة حياتك. فلسنا وحدنا الذين نمر بتلك التجارب الحياتية. ويمكن لكل واحد منا أن يستخدم هذه الأرضية المشتركة للتواصل، والتقارب، وتقديم الأمل من خلال الشغف بالحياة والناس. فالأشخاص الذين يحدثون أكبر الأثر في حياتهم يفعلون ذلك تحديدًا. وعندما تتمسك أنت بالشغف، فإنك تؤكد للآخرين أن في إمكانهم هم أيضًا أن يجدوه.