"""مشى يمشي مشياً"".. للمشي معي قصة وتاريخ، وسأمدُّ خطواتي هنا لأتكلّم عن التاريخ أولاً، حيث كنتُ في المرحلة الابتدائية أُذاكر وأراجع دروسي جالساً، وكنتُ في تلك المرحلة الدراسية أنجح بـ""الدَّفّ""، وأحياناً أنجح بـ""فزعة"" لجنة الرحمة، بعد أن أعيد السنة مرة ومرّتين.. هذا هو التاريخ، أما القصة فهي تتعلّق باكتشافي - جزاني الله خيراً - لدور المشي ليس فقط في تخفيف الوزن بل في تنشيط القدرات العقلية، وحفظ النصوص المدرسية. حين دخلتُ المرحلة المتوسّطة بدأتُ أذاكر وأراجع دروسي مع زملائي في المسجد، وكنتُ لا أُذاكر إلا وأنا أمشي وأذرع المسجد لفًّا ودوراناً، وبعد تلك العملية ظهرت نتائجي متراوحة ما بين الامتياز وجيد جداً. ثم طوّرتُ الفكرة في المرحلة الثانوية التي كانت بين المعهديْن العلميّيْن في مدينتيْ الرّس وعُنيزة، حينها كنتُ أراجع دروسي مع الزملاء في الصحراء والبرّ الذي يقع في أطراف المدينتين، وفي تلك المرحلة جاءت النتائج فتّاكة ومذهلة، فأدركتُ أن المشي أكبر مولِّدٍ ومحفِّزٍ لتحريك عقلية ""آينشتاين العرفج"". لقد أصبح المشي من تلك الحقبة رفيقي الذي لا أتخلّى عنه، أمارسه بشكل يومي تحت كلّ الظروف، وفي أسوأ أنواع الطقس، لأنني أدرك أن الإنسان إذا عوّد نفسه على الأعذار فسيتنازل وينهار يوماً بعد يوم."